لست إلا كسولا يطارد قلمه..بحذر متعللا في مقال بحاسوبه ومرة أخرى بالشبكه المتردية ولا تستعجبوا إن خرج عليكم هذا الكاتب بالنطيحة وما أكل السبع فقد ابتلع في صغره قاموسا من الأعذار يكفيه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..
حين عاش وليم أوسلر في دقائق يومه تخلص من مشكلة القلق تلك التي يذهب ضحاياها الملايين دون أن يعلموا أن مصيبتهم الأم هي القلق..
وبما أنني أكثر الناس قلقا فقد آثرت أن أستعرض لوحة بسيطه ربما تجعل منا ماءا هادئا على ضفة ملتهبه. فحسب الدراسات أن أكثر المصابيين بأمراض العصر -الضغط والسكري وأمراض القلب - ليسوا سوى ضحايا القلق و بنظره مختصره لمؤشر الأسهم وكوارث سوق المال وكيف ارتبطت ارتباطا وثيقا بأزمات القلب و خلفت المئات من الحاصلين على درجتي السكر زياده و الأعصاب المتوتره..فهل فكرنا يوما فيما يقلقنا وبدأنا فعليا في تحليل ما نقلق بشأنه أي أننا نستخدم عقولنا في برمجة أنفسنا للقبول بأسوأ ما يمكن حدوثه فيما نقلق منه أي أننا نعيش في وقتنا الحالي تاركين ما سيحدث في المستقبل للمستقبل وليس هذا كافيا بل ونصبح مستعدين للقبول بأسوأ النتائج
هي طريقه مختصره كما ذكرها ديل كارنغي في كتابه : دع القلق وإبدأ الحياة, والتي تحثنا على أن نعيش اليوم متجاهلين النظرات السلبيه للغد وهو بالمناسبه مبدأ نبوي فيما ذكره المصطفى صلى الله عليه وسلم ( تفائلوا بالخير تجدوه ) وهنا نحن نعمل بالعقل لنداوي الجسد كما قال أفلاطون : أقدح خطأ يقع فيه الأطباء هو محاولة علاج الجسد دون معالجة العقل, مع ان العقل والجسد هما جزء واحد لا يمكن معالجة أحدهما بعيدا عن الآخر.
لذلك لابد أن نصرف النظر عن العثرات التي تقابلنا في طريقنا لأن الحياة مليئة بالمفاحآت وكثرة قلقنا قد تودي بنا إلى السقوط للهاويه..وعلى جانب آخر نحن نقابل يوميا الانتقادات والاستفزازات ومحاولة وضعك في دائرة التوتر وهذه الأشياء قد تقلقك مع علمك التام بحقارتها لكن هل كنا كذلك السائق الماليزي الذي يقود التاكسي بكل هدوء والى جواره أحد السواح و حين قلق السائح بشأن الاستفزازات التي يقابلها السائق من العربات الأخرى المسرعه سأله لماذا تواجه الشتم بالتحيه ألا تحس بالاهانه أجاب بهدوء بعض الناس ممتلئة بالقذارة فإما أن تقلق بسببهم ويجروك إلى ذات المستنقع أو تكتفي بالضحك على أفعالهم فتعود سعيدا.
لذلك فثقافة الهدوء وعدم التفكير فيما يزعج والإستعداد للرضى بأسوأ ما قد يكون هي أجمل الوصفات المضاده للقلق.
رمضانكم هادئ وتحيه لكارنغي وهو يزرع الأمل في قراءه